المعروف عن أهلنا في البلاد السعودية أنهم أهل سلاح وأهل فروسية على مرّ العصور، وكان السلاح رفيقهم في حلّهم وترحالهم، وصديقهم في النوازل والملمات. ولقد انعكس ذلك على شعرهم، ولا سيما النبطي منه، إذ يجد القارئ الكثير من الإشارات إلى السلاح بأنواعه؛ مما يدل على القيمة المعنوية والمادية الكبيرة التي حظيَ بها في الوجدان الشعبي.
وفي هذا البحث المتواضع، رصدنا الإشارات والشواهد الشعرية المتعلقة بالأسلحة التقليدية، ولا نزعم أننا وقفنا على كل مفردات تلك الأسلحة التي كانت منتشرة في هذه البلاد التي حفلت بالأحداث والمشاهد التاريخية، وحسبنا أننا قدمنا هنا مفتاحاً، وتركنا الباب مفتوحاً لمن يريد التوسع والشمول.
نوع من البنادق، والبكرة: خشبة مستديرة في وسطها محزّ، وفي جوفها محور تدور عليه[1] . قال الشاعر البداحي:
خلت براقا على شامي العسيلة
هل مطارة (أبو بكرة) و (سيله)[2]
نوع من البنادق، ذات الخمس طلقات. وبندقية حَشْرَة: صغيرة لطيفة مستديرة، دقيقة الطرف، سميت بذلك لأنها حُشرت حشراً، أي صُغِّرت وألطفت، كأنها حُشرت حشراً، أي بُريت وصُدِّرت[3] . قال الشاعر علي بن يحيى مخزوم يرثي الشيخ سيبان بن حريصي الشراحيلي:
عظّم الله الأجر في (سيبان) يا (علي)
راعي (أبو حشرة)، وله كرسي مهندلي[4]
نوع من البنادق الثمينة. قال الشاعر عبدالله جوشان:
ليت صنّاع البنادق في أمزريبه
لا يفوت عنّا، ولا تلهّيه مغيبه
يشتغل (بو عايشه) عزّ الضريبه
يكتب الغالي لنا[5]
نعت للبنادق القديمة[6] . والإفرنجيات، من الفرنْجَة أو الإفرنج، سكان أوربا ما عدا الأروام والأتراك[7] . وهذا محمد بن هادي، شيخ قحطان وفارسها، يثور لأمرٍ ما، فيرسل قصيدة تتدفق كلماتها تهديداً ووعيداً لقبيلة (يام)[8] أو العُجمان[9] يقول:
لي لابةٍ حَدَّرْتَها من تُهامه
وسلاحِها صُنعِ (الفرنجي) والأروام
يا ذا البِهِمْ والله اِنِ تباري الجهامة
حتّاك تنزل بين صفوى والوجام[10]
لابدْ من يومٍ يتوِّرْ كِتامه
أمّا على المطران وإلَّا على يام[11]
نوع من البنادق ذات الطلقة الواحدة، كانت معروفة في البلاد السعودية. قال أحد الشعراء:
وبكى به (امرت) بُو حَبَّه وسيله
و (الدواسر)[12] تبتكي به كلّ ليله
وتنّوح به (جَدْره)
وتقول (دربان) ما رى له لجوحي
حين يشل (أمرت) ونقل السروحي
في سنوح رادي (ليه)
نمر يرعى كل وادي[13]
اسم للبارود، وهي المادة المعروفة التي تدخل في صناعة ذخيرة البنادق والمفرقعات وما شابهها[14] . قال الشاعر عبدالله امسلامي
وذرعاته مقويه كا مضبع شاجع
يشربون (امعنقليز)[15]
ويسمي البدو في البلاد السعودية، البارودَ بـ(القهر)، وسيأتي شرح ذلك لاحقاً، ولكنهم يسمونه في الحجاز (الملح)! و (الدخن).
البسلان هي الخناجر المسلولة. قال الشاعر الحجازي عيسى العبد العريشي، مُشيراً إلى وقعة الحفائر التي انتصر فيها محمد علي الإدريسي على الأتراك في سبخة جازان عام 1329هـ:
في جانب امسباخ
يوم التقيناهم (بسلان) امصقّله[16]
صنف من البنادق، شاع استعمالها في البلاد السعودية، وتسمى (أم طيارة) لأنها ضد الطائرات.
قال الشاعر بو حشر امجابر:
وقبل (البشلي) دها في غارته عسيف
إذا تنظم تحسبنه راعد كصيف[17]
نعت للبنادق القديمة. قال شاعر:
بمفتول (البوش) وافرنجيات[18]
البندقية، وتعرف في بعض الأقطار العربية بـ(البارودة) وجمع (تفگه) (تُفگ)، وحامل التُّفگه يسمى (التفاگ).
وللشاعر (ابن لعبون) قصيدة في وصف السحاب، ذكر فيها حامل البندقية (التفّاك). قال:
يفتل نداف الطها من طبُوقُه
مثل النعامِ إن نارها زُول تفّاق[19]
وجاء في أغنية شعبية شائعة في الجزيرة العربية:
محمد وزينته الخاتم في يمناه
يا زين شيله للتفگ لو عدمناه
السيف القصير، وتسميه العرب (المشمل)، الذي يشتمل عليه الرجلِ بثوبه[20] . قال الشاعر المسرحي عبده بن خديش:
ابن صبحان في زمانه
جرّ (جَرْدَه) في يمانه
نعم ذاك السبع شاجع
وقال شاعر آخر:
في هذه الليلة ترون ما بو معاوده
تمشي مية (جرده) وخمسين (المعودة)[21]
وتسمى الجردة (نمتشه). قال الشاعر جماح الغامدي:
وِشْ (مراتين) أعجبت فينا العشاير وِشْ (نماشنا)
وقال شاعر آخر:
[وفي الحروب يروي سنين الرمح واروي (نمتشه)]
يطعن على مكتاف وعلى مضلع كالبرق له صهدان[22]
الجنبية: نوع من الخناجر. والخَنَجر هو السكين، بل هو العظيم من السكين[23] ، وهو سلاح معروف في الحجاز، واستعمل في الدفاع عن النفس حين اشتداد القتال والالتحام باليدين بين المقاتلين... ويبدو أنّ الخناجر كانت تصنع في الحجاز؛ نظراً لوجود حدادين في مكة كانوا يعملون السيوف. ولا تزال الخناجر تستعمل في بلاد الحجاز للزينة حتى هذه الأيام، ولا سيما في قبائل الطائف وما حولها[24] .
قال الشاعر محمد جبران، يمدح (حوطان):
(حوطان) ما حوطان نمر امضاحيه
تسمع زهيمو في الاجيال وموديه
يفضْ من هوشٍ ويخلي مرِعَيه
ما تخلفو إلّا امصاعقه وامرائيه
ومقصّب امنبوت فوق(امجنبيه)[25]
وقال الشاعر الحُرّث الحضرمي:
(حوّاس) لو كان سيرته (الزيود)
وقت املاوَه والمعاصره
قتل وحرم (حيدر امحمود)
وتُجمع الجنبيه على (جنابي). قال الشاعر عبدالله امسلامي:
من شريقِ الشمس قد له رعد غابي
من شرار النار ينزع له سحابي
يصطفق كالبحر من نطو (الجنابي)
يشرب الكافر علق[28]
نوع من الخناجر، يغرز نصابه في مئزر الرجل، في جوفه، أي تحت البطن. قال الشاعر عبدالله امسلامي في (دلع) له في معركة (الحفائر) بين الأتراك والإدريسي عام 1329هـ:
يوم لثنين في لزيمه
وقعته وقعه عظيمه
في امسباخ ظلوا صفوف
من طبع (قرواش)[29] وافعال (امجوافي)[30]
نوع متطور من البنادق، يأخذ خمس إطلاقات في الأقل، ويعدّ هذا النوع في الماضي نادراً بسبب ارتفاع ثمنه[31] ، وعادة ما يسمون هذا السلاح بـ(المدفع الرشاش).
قال الشاعر حسين الأعمى، مُلغزاً، وهو يخاطب زميله الشاعر إبراهيم بن دلاك.
بالله افتني يا شاعر مَقام
عن كَهُلةٍ دايم تُحَكمْ تاكل اعيالها
ثلاث ميه وأربع ميه تحبل بهم سَوَى
وإذا حصل ولادها؛ بنات؟
فأجابه الشاعر إبراهيم بن دلاك؛ بأنه (المدفع الرشاش):
فتيتها يا شاعر مَقامْ
هذي المكينة بندق النظامْ
يعوّضنها ثلاثْ مِيهْ مَعبَرْ
وربعميه ذكران
وبعد تخلِّي رصاصها (فشگ)[32]
سلاح قديم، عرف في الجزيرة العربية، وقد استعمل في الحروب بصورة واسعة. وهو عبارة عن عصا طويله، برأسها أداة جارحة. وقد تفنن القدماء في تشكيل هذا السلاح، وجعلوا له مختلف الأشكال، وكان لكل رجال القبائل أشكال خاصة لحراب رماحهم[33] وطريقتهم في حملها.
وشبّه أحد شعراء البدو قَدَّ حبيبته بالرمح والقنا، قال:
هيفا تجمُّر بالضمير إلى اقبلت
مثل القنا المهتز رُمحْ حامي
حَسْنا القوامُ وقدّها مثل القنا
يهتزّ لدنٍ وغُصُن نهدُه رامي[34]
وللشاعر البدوي محسن الهزاني فخر بنسبه الذي يرجع إلى وائل، فمن يطاول (هزّان) قومه نسباً وعراقة محتدّ؟ ويفخر ببطولات قومه وكرمهم، ويذكر الرمح، فيقول:
دِيرةِ شيوخٍ من عرانين (وايل)
لها القنا يوم الملاقا وقايع[35]
نوع من الخناجر الثمينة، توضع في مناطق يتمنطق بها الرجال هناك. قال الشاعر عواد أبو سرحان من أهل الحسيني:
مرحباً بك يا بن منحوت
يا مروي كل (سلّه حضرمي)
بالذي سميت ناصر
في عيال مبخوت[36] بني لحمر[37]
أشهر الأسلحة المعروفة في التاريخ الحربي العربي، وكان السيف منتشراً عند عرب الحجاز باعتباره سلاحاً رئيساً لا يُستغنى عنه. ولم تكن الحجاز تخلو من صناعة السيوف، فقد اشتهر عن «خباب بن الأرت» أنه كان قيناً بمكة يصنع السيوف[38] . وقد كان كثير من السيوف المستعملة لدى كبار القوم مرصعة بالفضة أو بالذهب أحياناً، زيادة في إكرامها، وكان سيف أبي جهل الذي أخذه المسلمون بعد قتله بأنه سيف قصير عريض، وقد حُلِّيَ بِحُلِقِ الفضة[39] .
وكان سيف الرسول (صلى الله عليه وسلم) الذي دخل به مكة، مُحلّى بالفضة والذهب[40] . وكان لدى الرسول (صلى الله عليه وسلم) مجموعة من السيوف، من أشهرها (ذو الفقار)، وقد غنمه من قريش، بعد معركة بدر... وقد كان أهل الحجاز يعرفون صقل السيوف ويراعونها في ذلك، وكان بعضهم يشحذ سيفه ويحدّه في الحجارة في أثناء القتال، فقد كان أبو دُجانة في معركة أُحد يقاتل، فكلّما كَلَّ سيفه، شحذه بالحجارة[41] .
أما في عصرنا الحاضر، فإن للسيف مكانة خاصة لدى أهلنا في الجزيرة العربية، وقد ذكر جُلّ الشعراء الذين أنجبتهم هذه الديار، السيوف المجلوة، وشبّهوا ألحاظ حبيباتهم بالسهام والسيوف.
هذا الشاعر النجدي محمد العبدالله العوني، شاعر الحماسة المشهور[42] ، يصف ناقته (الخلوج) ويذكر فيها السيوف والخناجر المجرّدة من أغمادها، ويسميها (السِّلال)، يقول:
خَلُوج تجدِّالقلْبْ بتلا عوالها
تكَسِّر بعبراتٍ تحطم سلالها[43]
ويذكر السيوف الهندوانية[44] المجلوة، فيقول:
و(مصقلات الهند) تدعي له البقا
لو كان إصدت بغمدة سلالها[45]
نوع من الرماح. وربما جاءت التسمية من قبيلة شاكر، من همدان باليمن[46] ، قد تكون اشتهرت بصنعة الرماح الشاكرية.
قال الشاعر ناصر بن محمد بن ناصر خيرات القحل، ذاكراً الرمح الشاكري:
رماني ود من ضيّع لعقلي
مقامه (شاكري) ملدون محلي[47]
نوع من الرماح. قال الشاعر الخديش:
لا بتي شترك المعروف والجميل
ونحضر (الشلفة) مع السنبول[48] وامصميل
مال الحسن نصيب[49]
نوع من البنادق القديمة، وهي عبارة عن قضيب حديدي مجوّف، مثبّت على خشبة... ويتم إملاء البندقية بالبارود وقطعة قماش ثم رصاص فقطعة قماش أخرى. يُعبّأ البارود في فوهة النبدقية من ا لأعلى بعد أن تنفخ لتنظف من بقايا البارود والأتربة، ويضغط بقضيب حديدي يسمى (المدك)... وبعد الضغط على المدك بقوة على (الكبسولة) تنفجر، ويتصل الانفجار عن طريق الأنبوب فينفجر هو الآخر، دافعاً ما عليه من رصاص وقطع قماش[50] .
ويأتي (الشيشخان) بمعنى العتاد.
قال الشاعر عبدالله امسلامي:
جهّز السلطان (يشأ) برّا ميماني
بالعساكر وصحيح (الشيشخاني)[51]
وعاء من قصب اليراع تُلأ بمقدار من البارود، يكفي عبوة واحدة من البندق العربي القديم. فالشخص كان يعبئ عدداً من القصب ويضعه في حزامه، أشبه ما يكون الآن بوضع (الفشگ). قال الشاعر (حضرمي) في رجلٍ من جماعته اسمه (محه بن شعره)، نكص عن جماعته في معركة:
(محه بن شعره) صُبْرتُه انكَفَت
وقت الملاقه والمقالبه[52]
نوع من البنادق. كان أهل البادية يحاولون أن يضعوا نوعاً من السم على الرصاص، بعد أن يقتلوا أفعى، ثم يشقون بطنها، ويضعوه في شقٍّ من الأرض، ويبذرون به بذرة. وعندما تتحول البذرة إلى نبتة وتبلغ مقدار أربعة أصابع، تؤخذ وتجفف ثم تستحق. وبعد ذلك يُذاب الرصاص، ثم يذرّ فيه المسحوق، فيكون بزعمهم رصاصاً مسموماً. قال الشاعر:
دايم من (المونه) يرزّن عدَّته
بارود سحق والرصاصْ مَزرع[53]
والمونة: هي الذخيرة.
جمعه عيدان. كانوا يستعملونه كسلاح. قال الشاعر: تخرَّبوا (العيدان) يا ذلّال
وتكسبوا حُنْفَ الجنابي النصال[54]
والجنابي جمع جنبية، نوع من السيوف، يسمى في الحجاز (حواشي). وقد تقدم ذكر الجنبية على أنها نوع من الخناجر.
نعت للبنادق القديمة. قال الشاعر:
صبر فيها تنيغام (الغوالي)[55]
من أقدم أنواع البنادق التي عرفتها الجزيرة العربية والخليج العربي، وهي على عدة أشكال، بعضها طويلة، وبعضها قصيرة، وأغلبها صنع في القرن السابع عشر الميلادي. والتسمية محلية، جاءت من كون هذه البندقية ذات فتيلة خلف زنادها، تُشعلُ بالكبريت، بعد أن يوضع البارود في فوهتها؛ فتنطلق الرصاصة منها إلى الهدف[56] .
وكانت البنادق ذات الفتيلة مبعث فخر لمن يستعملها في الحرب. هذا محمد بن رشيد، أمير حايل، يفاخر بأنه ما أحلى ريح البنادق (ذات الفتايل) في الحرب، وأنه لم يبقَ له بعدها في حياته غير فرسه (سُعدى)، وسيفه؛ يشفي بهما غليله. يقول يوم هاجمته قبائل الصمان وعنزة:
جونا يا بونا وديارنا والبساتين
ويبغون منازلهم قفار وحايل
وانا أحمد اللّي هبهب الريح يا حسين
كون على القصمان وأولاد وايل
ثار الدويّ منّا ومنهم بصبيان
ويا ما حلا بالكُوْن (ريح الفتايل)
أصبحت منهم خال غير تنتين:
(سعدى) ومسنون يداوي الغلايل[57]
وقال الشاعر السُّلمي:
ولا شاف (الفتيل) اللّي مع الظفران له بَنّه
كما بَنّه عطاير تاجرٍ ساق الذهب فيها[58]
وقال الشاعر مشل العواجي:
قلطتها في نحورهم تقل قهّار
لما اعطبوها موشعين (الفتيلة)[59]
هي الطلقة أو الرصاصة. ومن عادات القبائل في الجزيرة العربية، إطلاق طلق ناري واحد يسمى (فَيْضَة) عند الدعوة السريعة للحرب، وجرى العمل بهذه العادة بعد شيوع استعمال البنادق النارية. قال أحد الشعراء:
لا بتي كونوا على الداعي و(فيضه)
حتى نقتل من يقاتلنا حميضه[60]
وقال شاعر المسارحة ابن دوشه:
اعطاه (فيضة) تقطع امكبود
وطاح مثل النسر لجناحه مكسره[61]
وقال أحد الشعراء واصفاً بندقيته (المفيضة) أي الغنية بالرصاص، بأنها لم تغالط يوماً في رميها، فهي دائماً تصيب ولا تخطئ، وأن ذخيرتها تنطلق بصوتٍ يرعب القلب:
كانت (مفيضه) ولا تغالط بيدي
ثار الذخير؛ القلب في ثورته خاف[62]
اسم للخناجر التي يطلق عليها (جَنبيّة) و (حَوّاشي). وقد يكون (قرواش) هو اسم صانعها، أو أول من استعملها فأطلقوا اسمه عليها من باب التغليب. قال الشاعر محمد حسين حلوي:
يا شريف، يا قديم الدولتين
زر (قراشيه) بيد اليماني
واحذرك لا يقع في الحمل ميل[63]
هي القنابل. وتسمى في الإمارات، وفي الكويت (الگلل) -بالكاف الأعجمية- ومفردها (الگُلّة)، ويقال لها (الگلولة) أيضاً. وهي قُلّة المدفع، عبارة عن كرة من الحديد على مقاييس متعددة من الصغر والكبر، كانت تستعمل لقذف العدو في الحروف القديمة. جمعها (گِلْ) بتفخيم اللام[64] .
قال الشاعر عبدالله امسلامي ذاكراً القلل:
يوم لثنين كالقيامه هول يفزع
و(القلل) متخالفة من كل مدفع
سكّت آلامه ولا مخلوق يسمع
والزغّت كالبَرَد[65]
يسمي البدو البارود بـ(القَهَر). قال الشاعر راكان بن حثلين، يصف مسيرة قومه إلى القتال بسحابة حمراء مخيفة؛ تزلزل الأرض بدويّ رعودها وتسكاب مطرها، فيا لها من سحابة مريعة، رعودها مثل قصف البارود (القهر) وانفجاراته، ومطرها مثل الرصاص، ينصبُّ على الأعداء، وبرقها مثل لمعان السيوف وبريق الأسنة. يقول:
رعدها (القهر)، ومصبب الدَرْج[66] وبلِها
وحدبٍ مقاييس البلى في حدودها
ومواصيل[67] بارقاب القنا[68] كن وصُفها
الآسين سلقٍ مِتعبتها طرُودها[69]
نوع من البنادق السعودية، ذات نيشان كبير[70] .
جمع كيلة، وهي القدر الذي يوضع في البندق العربي، من البارود. قال شاعر الحرث المسمى (حضرمي):
جرى ذا الحرب بالوادي مشايم
ترى زرق (الكيل) من كلّ قايم[71]
نوع من البنادق ذات الخمس طلقات. قال الشاعر ابن حشر امجابر:
وقال له (النبّوت)[72] لي همه ولي نيّه
(لصادني) القوّاس لا يدِّور لجنبيّه[73]
نوع من البنادق، وتجمع (مراتين)، تسمى في العراق (ماطليّة) وفي فلسطين (مارتين). والمارتيني ضرب من البنادق الإيطالية القديمة والمستخدمة في الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918). وهي إمّا أن تكون اسماً لشخصٍ ساهم في تصنيع هذا الصنف من البنادق، ويدعى (مارتينلي)، أو للمصنع أو الشركة التي تولت إنتاجها وتسويقها[74] .
قال الشاعر جمّاح الغامدي، ذاكراً المراتين:
وِشْ (مَراتين) أعجبت فينا العشاير وشْ نماشنا[75]
غير هذي حكمة الباري علينا، هَمَّجت بِنا[76]
وقال شاعر العداية، علي امطاعن أبو طيرة:
قمت نصف الليل متباشر ونائم
قالوا قيف[77] الجعفري يبغي الغنايم
نوع من البنادق، وجمعها المجالز. قال الشاعر البداحي:
و(المجالز) كالمروت
ظل فيه العمر داجي[80]
وقال الشاعر الحجازي حسن أبو دفاش الضمدي في حركة العصيان عام 1351هـ:
حزبنا (نبّوت) ومونتنا (مجالز)
والمجلز بندقية فرنسية قديمة ذات الطلقة الواحدة[81] .
سلاح ثقيل يستخدم لقذف القنابل إلى مديات بعيدة. وقد هال البادية يوم شهدت أول مدفع، جلبه الأمير محمد الرشيد من الأتراك العثمانيين، واستعمله في المعارك. والبدو لا يخشون الموت، لكنّ قنابل المدافع كانت تذهل عقولهم؛ لأنهم لا يرون مصدرها. وفي ذلك يقول الشاعر عبدالله بن الفرج في وصف المدفع:
يسهل بعارض ما له حدود
ممطرٍ بالموت، يرمي من بعيد
تشتعل نيران حربه بالوقود
كالحشر تأتيك في يوم الوعيد[82]
وللشاعر محسن الهزاني في وصف السحاب،تشبيه بضرب المدافع:
وزلزل وعزَّلْ به رُبابٍ ونَزّل
سَبْحَر وزَجر مثل ضرب (المدافع)[83]
وللشاعر عبدالله امسلامي:
(المدافع) في عجاجه والمكينه
و(الموازر) و(المروت) الي رزينه[84]
رصاص البنادق. قال الشاعر عبدالله امسلامي:
سكتت آلامه ولا مخلوق يسمع
نوع من الخناجر. قال الشاعر شعران بن حسين:
والبقبقي هبوان راعى (امّزْهره)
ظل تخعاره مع كل خايع[87]
هي البندقية (أم فتيلة) نفسها. والمسلبخ: نوع من البنادق كان يُثار به البارود. قال مشل العواجي:
قلطتها في نحورهم تقل (قهار)
لما اعطبوها موشعين الفتيلة[88]
نوع من البنادق كانت من أسلحة الجيش السعودي. قال الشاعر بن حشر امجابر عام 1352هـ:
وشاغل (المظلع) يقول عقبى على البوش[89]
بره القوّاس يضربه من الغبوش[90]
نوع من البنادق العربية القديمة ذات الفتيل، وهي على أنواع وأصناف كان يعرفها المعمّرون في السعودية، ولها مسمّيات، مثل: مغربية خماسية، وافرنجية ورومي، وغير ذلك. قال الشاعر شعران بن حسين:
تقدموا لثنين في أول الحرب راسيه
كلٍ بكفّه (مغربية خماسيه)[91]
هو حزان العتاد (الفشگ). جمعها مقاصب. قال الشاعر عبدالله امسلامي:
حين ترى حمر الطرابيش والمقاصب
كالجراد المنتشر[92]
نوع من البنادق، يوضع البارود فيه من فوهته. له رصاص على شكل كرات صغيرة يسمى (الدرْج)، يصبّه البوادي بأنفسهم في قالب خاص، لا زال معروفاً في الحجاز[93] .
قال الشاعر راكان بن حثلين:
رعدها (القهر) ومصبب (الدَّرْج) وبلِها
وحدبٍ مقاييس البلى في حدودها[94]
البندق أبو فتيل. وقد تقدم ذكره. قال الشاعر علي فارس النعيمي ذاكراً المكبل:
ورابع حرب في المخلاف قبّل
ترامينا الصفوف زرق (المكبل)
وكم من شاجعٍ يضرب وسبَّل
يسيم الروح يعطيها مناها[95]
هو البارود كما يُسمّى في الحجاز. قال شاعر المنافرة:
عينيك يا تذرع كدنك تصيحين
جيناك في (ملحٍ) يصب الضرايب[96]
45- منقوش الحروف:
في الحجاز يسمّون ظرف الرصاص منقوش الحروف، قال الشاعر الشعبي:
ترى المصرم قادم بين الصفوف
والمعتذر ما ينتظر عينه تشوف
إلَّا وملكوه بـ(منقوش الحروف)
كم من صبي منفذ عمره تسوف[97]
نوع من البنادق الألمانية أو النمساوية التي استعملت في الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918). قيل: إن التسمية تنسب إلى مخترعها الألماني (وليم موزر)[98] . أما الشيخ جلال الحنفي البغدادي فقد عَدَّ (الموزر) mauser ضرب من المسدسات والوراور[99] القديمة.
والميزر: بندقية خفيفة الوزن، مداها قصير، وعيارها صغير الحجم، ومنها ميزر تركية الصنع، صنعت في بداية القرن الماضي[100] ، وهي من نوع البنادق ذات العشر طلقات، استخدمها الجيش التركي[101] في حروبه:
قال الشاعر ابن حشر امجابر:
وقبل (الميزر) وها متكلف يغير
يفرح بيوم الديوله حيث يسمع الدهير
حيث يدخل المحراب دفع الطير والنفير
وتكسع الجيوش[102]
وقال الشاعر عبدالله امسلامي:
غالي امنبوت و(اميزر) سلابه
كسب خبلٍ والبغال[103]
وقال أيضاً: المدافع في عجاجه والمكينه
و(الموازر) والمروت الى رزينه[104]
وفي ريف العراق، ولاسيما في المنطقة الغربية والشمالية أغنية من وزن (الجوبي)؛ يرحب المحب بمحبوبته واصفاً ألحاظ عينها بأنها تقدح كقدح الموزر:
هلا بالعين التِلمَح
جَدحَ (الموزر) من تجدح
وجاء ذكر الموزر في قصيدة، من الهجيني، للشيخ نوري الشعلان، شيخ الرولة، يقول:
بـ(موزر) ضربها شيني
وبارض البساتين يرمنّك[105]
هي فتائل البنادق القديمة التي تسمى (أبو فتيل) قال الشاعر الشعبي الزويكي:
ودقت الغطروف كل تهاميه
وتنزعوا الصبيان كل قديميه
وترى (النبايل) في الذخاير طايمه
شيء بدلوها، وشيء على الزنود[106]
بنادق ذات الخمس إطلاقات، استخدمها الجيش التركي في حركة الفتنة التي وقعت عام 1351هـ. قال الشاعر عبدالله امسلامي عن المعركة التي دارت بين الإدريسي والأتراك:
كان ريت الترك يوم ظلّوا هرابه
والعرب متقفيه فيهم ضرابه
غالي (امنبوت) و(اميرز) سلابه[107]
وقال الشاعر نفسه:
بيدي (نبُّوت) ما ترمش عيوني
كل (فيضه) بأربعه[108]
وقال أيضاً:
حزبنا (النبّوت) مخدومه كباله
حرثنا العدة و(مزغوت المغابر)[109]
وقال أيضاً:
خلت براقا على اصطنبول خاطفه
تسمع تناطيق (النبابيت) من عواصفه[110]
وقال شاعر الدهنا يحرّض قبيلته على الاستعداد لحرب أهل (بيش)، ذاكراً السيوف والخناجر والنبّوت:
يا قبيلة، اشتروا خضر السلايل[111]
واعتبوا (النبّوت) في الميزان دايل[112]
وقال الشاعر محمد بن سلمان السلامي الخالدي المالكي:
حزبنا (النبوت) يا غالي الصناعه
مخزنه موجودة في صبيا الجديدة[113]
بندقية سعودية، يعتقد أنها من السلاح الملكي، وتُسمى (زات كْرَيم)، مكتوب عليها: «النعلة[114] على من باعها أو اشتراها»[115] . ويبدو أنها كانت من الأسلحة الخطيرة المؤثرة.
صنف من البنادق ذات الطلق الواحد. قال الشاعر ابن حشر امجابر:
وقالت (الهطفا) وناغي مخيّره
وصرفتي فنين ذوبٍ والمحززه
كمها مقاتيل من افعالي مقبره[116]
ضرب من الخناجر السعودية[117] .
381756 | افتتاحيات | رسالة إلى القراء | مخطوطات ووثائق | أدب وشعر | ثقافة وفكر | إصدارات | تاريخ وتراث | ملف العدد | منوعات | شخصيات | تعقيبات | الأخيرة | صفحات قديمة | أخبار الواحة | هيئة التحرير |